مَن أنتَ أيّها الله

بقلم: 
د. إركّي كوسْكِننيمي
ترجمة وتدقيق: 
حسيب شحادة

1. ”حقًّا، إنّك الربُّ الذي يُخْفي نفسَه“...

11 «هُوَذَا يَمُرُّ عَلَيَّ وَلَا أَرَاهُ، وَيَجْتَازُ فَلَا أَشْعُرُ بِهِ. ١٢ إِذَا خَطَفَ فَمَنْ يَرُدُّهُ؟ وَمَنْ يَقُولُ لَهُ: مَاذَا تَفْعَلُ؟ ١٣ ٱللهُ لَا يَرُدُّ غَضَبَهُ. يَنْحَنِي تَحْتَهُ أَعْوَانُ رَهَبَ. ١٤ كَمْ بِٱلْأَقَلِّ أَنَا أُجَاوِبُهُ وَأَخْتَارُ كَلَامِي مَعَهُ؟ ١٥ لِأَنِّي وَإِنْ تَبَرَّرْتُ لَا أُجَاوِبُ، بَلْ أَسْتَرْحِمُ دَيَّانِي. ١٦ لَوْ دَعَوْتُ فَٱسْتَجَابَ لِي، لَمَا آمَنْتُ بِأَنَّهُ سَمِعَ صَوْتِي. ١٧ ذَاكَ ٱلَّذِي يَسْحَقُنِي بِٱلْعَاصِفَةِ، وَيُكْثِرُ جُرُوحِي بِلَا سَبَبٍ. ١٨ لَا يَدَعُنِي آخُذُ نَفَسِي، وَلَكِنْ يُشْبِعُنِي مَرَائِرَ. ١٩ إِنْ كَانَ مِنْ جِهَةِ قُوَّةِ ٱلْقَوِيِّ، يَقُولُ: هَأَنَذَا. وَإِنْ كَانَ مِنْ جِهَةِ ٱلْقَضَاءِ يَقُولُ: مَنْ يُحَاكِمُنِي؟ ٢٠ إِنْ تَبَرَّرْتُ يَحْكُمُ عَلَيَّ فَمِي، وَإِنْ كُنْتُ كَامِلًا يَسْتَذْنِبُنِي. ٢١ «كَامِلٌ أَنَا. لَا أُبَالِي بِنَفْسِي. رَذَلْتُ حَيَاتِي. ٢٢ هِيَ وَاحِدَةٌ. لِذَلِكَ قُلْتُ: إِنَّ ٱلْكَامِلَ وَٱلشِّرِّيرَ هُوَ يُفْنِيهِمَا. ٢٣ إِذَا قَتَلَ ٱلسَّوْطُ بَغْتَةً، يَسْتَهْزِئُ بِتَجْرِبَةِ ٱلْأَبْرِيَاءِ. ٢٤ ٱلْأَرْضُ مُسَلَّمَةٌ لِيَدِ ٱلشِّرِّيرِ. يُغَشِّي وُجُوهَ قُضَاتِهَا. وَإِنْ لَمْ يَكُنْ هُوَ، فَإِذًا مَنْ؟ (سفر أيّوب ٩: ١١-٢٤)

يبقى الله بالنسبة لكثيرين لُغزًا غامضا. ولا يهُمّ مدى اهتمامِنا بالتأمّل فيه والحديث عنه، فإنّه يبدو خارجَ نطاق إدراكنا. لا يُمكنُنا رؤيتُه ولا رسم صورة له يُعوَّل عليها. لا نستطيع أن نتباحث معه أو نستفسر عن رأيه حولَ شيء ما. إنّه غيرُ واضح، بعيد وبعيد. هل هو حقيقي حتّى؟ إنّنا نبذُل كلَّ ما في وُسْعنا لنكتشفَ، ولكن بدون نتيجة، لا نستطيع أن نستوعب ذلك حقًّا.

إنّنا نُواجه هنا أحدَ العناصر الجوهرية في الإيمان اللوثَريّ: الله مَكْنون، مخفِيّ عن المعرفة العامّة، ومن الممكن الوصولُ إليه حيث هو يودّ ذلك. الله بعيدٌ عن عالَم الإدراك البشري، لأنّه أراد أن يُدير ظهرَه للجنس البشري الشرّير ويُخفي ذاتَه عنّا. قال أحدُ رجال الدين ذاتَ مرّة ”إنّك لا تستطيع الإمساكَ بعُصْفور دُوري إذا أبى ذلك، وعليه فكيف يُمكنك أن تتخيّل إحكامَ قبضتِك بالله، إذا كان لا يرغَب في أن يُكتشف وأن يكون في متناول اليد؟“

يقول أيّوب الذي عانى معاناةً شديدة في الكتاب المقدّس:

١١. يعبُرُ قُدّامي فلا أراهُ، ويمُرُّ بي فلا أتبيّنُه.
١٢. إذا أماتَني فمَن يرُدّه؟ أو يقولُ له: ماذا تفعَل؟
١٣. غضبُ الله لا يردُّه أحدٌ، وأعوانُ رهَبٍ يسجُدونَ له.
١٤. فكيف لي أن أُجيبَ اللهَ وأختارَ كلماتي معه؟
١٥. ولو كنتُ بريئًا لا أُجيبُ فخَصْمي نفسُه حاكِمي.
١٦. وإن أنا دعوْتُه فأجابني، فهل تراهُ يستَمِعُ لِقولي؟
١٧. وهو الذي يراني كشعْرةٍ ويَزيدُ جُروحي لِغير سبب.
١٨. لا يترُكُني أستعيدُ أنفاسي، ويملأُني فأمتلىءُ مرائرَ.
١٩. أبالقوّة؟ فانظُروا قوَّتَه. أبِالقضاءِ فمَن تُرى يُحاكمُه؟
٢٠. إنْ مُحِقًّا فكلامي يَدينُني، أو نزيهًا فهو يُعْلنُ ذنْبي.
٢١. أنزيهٌ أنا؟ لا أعرِفُ. أوّاهُ كم سئمْتُ حياتي!
٢٢. لا فرقَ عندي. لأنّ اللهَ يُبيدُ النزيهَ والشِّرير على السَواء.
٢٣. يضرِب فيُميتُ في الحال، ويستهزىء بشقاء الأبْرياء.
٢٤. يوقِعُ البلادَ في يد الشّرير ويحْجِبُ وجوهَ قُضاتِها، إن لم يكُنْ فمَن يكونُ؟ (سفر أَيّوب ٩: ١١-٢٤).

لن نقدِر أبدًا على فهم أيّ ربّ آخرَ سوى الذي أظهر نفسَه لنا في كلمته. ليس بمَقْدور أحدٍ أن يقترب من الله الخفيّ أو أن يفهَمه . كلّما حاول شخصٌ ما ذلك، فإنّه سوف يبوء بالفشل ويُصاب بالإحباط، ويضيع في آخر المطاف، ويكرَه الإلهَ الذي ظنّ أنّه وجده، ولكنّه، في حقيقة الأمر، الذي خلقه هو بنفسه.

مع ذلك، الله الحقيقيّ حيّ ٌ وحاضر ورؤوف، ويسمَع صلواتِنا على الدوام. إنّه شخص حقيقي، وليس مجرّدَ مجموعة من المبادىء النبيلة. من الممكن للإنسان أن يجدَه ، وهو يستطيع أن يجِد الإنسان أيضا. إذا أردنا حدوثَ ذلك، فعلينا نحن الناس البُسطاء، أن نُصغيَ بعناية فائقة لما يقولُه اللهُ القدير.

ينبغي لنا البحثُ عنه في الأماكن التي يوَدّ هو أن يتواجدَ فيها، وليس حيثُ يرغُب في الاستتار والاختفاء. بوُسع الكِتاب المقدّس فقط إيصالك إلى الله الحيّ الحقيقي، وليس خيال الناس وتصوّرهم. وبدون كلمته هذه، ستستمرُّ طَوالَ حياتك تتخبّط مع هذا اللغز الكبير، الذي لم يفُكّ مغالقَه أحد.

”كُلُّ كَلِمَةٍ مِنَ ٱللهِ نَقِيَّةٌ. تُرْسٌ هُوَ لِلْمُحْتَمِينَ بِهِ.“ (سفر الأمثال ٣٠: ٥)

2. حقيقتان

ثَمّة حقيقتان في هذا العالَم، الأولى مرئية، ملموسة ومسموعة، أمّا الثانية فقد وصفَتْها كلمةُ الله. ويُخبرُنا الكِتاب المقدّس عن بعض الناس الذين تسنّى لهم النظرُ في الحقيقة الثانية. وتعكِس كلماتُهم دهشةَ واحترام وإعجاب ورُعب إنسان صغيرٍ إزاءَ العظيم والمقدّس.

٩ كُنْتُ أَرَى أَنَّهُ وُضِعَتْ عُرُوشٌ، وَجَلَسَ ٱلْقَدِيمُ ٱلْأَيَّامِ. لِبَاسُهُ أَبْيَضُ كَٱلثَّلْجِ، وَشَعْرُ رَأْسِهِ كَٱلصُّوفِ ٱلنَّقِيِّ، وَعَرْشُهُ لَهِيبُ نَارٍ، وَبَكَرَاتُهُ نَارٌ مُتَّقِدَةٌ. ١٠ نَهْرُ نَارٍ جَرَى وَخَرَجَ مِنْ قُدَّامِهِ. أُلُوفُ أُلُوفٍ تَخْدِمُهُ، وَرَبَوَاتُ رَبَوَاتٍ وُقُوفٌ قُدَّامَهُ. فَجَلَسَ ٱلدِّينُ، وَفُتِحَتِ ٱلْأَسْفَارُ. (دانيال ٧: ٩-١٠).

كما نوّهنا، كان بعضُ الناس قدِ ٱلتقى فِعلًا بهذا العظيم المقدّس، منهم النبي إشعياء الذي زُجّ به في وسَط صلاة في الهيكل، فصرخ قلِقًا لأنّه أدرك أنّه خاطىءٌ، ولا يُمكن أن ينتمي لتلك المجموعة من الأرواح المقدّسة، ولا أن يقِف أمامَ القُدّوس. (سفر أشعياء ٦: ١-٢).

مع ذلك، هناك عددٌ أكبرُ منَ الأشخاص الذين لمسهمُ اللهُ بطريقةٍ أكثرَ تقليدية، لكنّها قادرةٌ على أن تجعلَهم يُدركون أهمَّ شيء: الله هو القدّوس ونحن أشرار. إنّ دورَ كلّ شخص أمامَ الله، هو الوقوفُ في مكان الإنسان الآثم المحكوم عليه باللعن.

3. ”يا إلهَ إسرائيل، المخلّص“

لم يبقَ الله هناك فقط في سطوعه، ليرى مدى سوء سُلوكنا نحن الخُطاة، في تعامُلنا مع هذا العالَم الشرير. إنّه لم ينتظر حتّى ينتهي الأمرُ بنا جميعًا في النهاية إلى الخطيئة المميتة. بدلًا من ذلك، كان يعتني ويقترب، وقد أحبّ. إنّه عمِل عن طريق إرسال ابنه إلينا. يقول الكتاب المقدَّس:

” ١٩ أَيْ إِنَّ ٱللهَ كَانَ فِي ٱلْمَسِيحِ مُصَالِحًا ٱلْعَالَمَ لِنَفْسِهِ، غَيْرَ حَاسِبٍ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ، وَوَاضِعًا فِينَا كَلِمَةَ ٱلْمُصَالَحَةِ. ٢٠ إِذًا نَسْعَى كَسُفَرَاءَ عَنِ ٱلْمَسِيحِ، كَأَنَّ ٱللهَ يَعِظُ بِنَا. نَطْلُبُ عَنِ ٱلْمَسِيحِ: تَصَالَحُوا مَعَ ٱللهِ. ٢١ لِأَنَّهُ جَعَلَ ٱلَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لِأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ ٱللهِ فِيهِ. ١. فَإِذْ نَحْنُ عَامِلُونَ مَعَهُ نَطْلُبُ أَنْ لَا تَقْبَلُوا نِعْمَةَ ٱللهِ بَاطِلًا. ٢ لِأَنَّهُ يَقُولُ: «فِي وَقْتٍ مَقْبُولٍ سَمِعْتُكَ، وَفِي يَوْمِ خَلَاصٍ أَعَنْتُكَ». هُوَذَا ٱلْآنَ وَقْتٌ مَقْبُولٌ. هُوَذَا ٱلْآنَ يَوْمُ خَلَاصٍ“. (٢ كورنثوس٥: ١٩-٦: ٢).

هناك قضيتان في جوهر المسيحية، وقد يكون من الصعْب ربط الواحدة بالأخرى.
الأولى واسعة جدًّا،
والأخرى ضيّقة جدًّا.

تُخبرنا الأولى بأنّ اللهَ سيقبَلُ كلَّ إنسان على وجه البسيطة، بدون تمييز بسبب يسوعَ المسيح.

وتقول الثانية الضيّقةُ إنّه لا وجودَ لنعمة مُتاحة للخلاص، إلّا بيسوعَ المسيح وعمله.

قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ ٱلطَّرِيقُ وَٱلْحَقُّ وَٱلْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى ٱلْآبِ إِلَّا بِي. (يوحنا ١٤: ٦).

قد يكون من الصعْب قَبول القضية الأولى، لأنّها تبدو سهلةً للغاية. ومع ذلك فإنّ نعمةَ الله مجّانيةٌ حقًّا، وإلّا فلن تكونَ نعمةً مُطلقًا، أليس كذلك؟ الله كان في يسوعَ المسيحِ وقام بالمصالحة مع العالَم.

القضية الثانية، من جهة أُخرى، ضيّقة للغاية: هل نعْمة الله موجودةٌ حقًّا في المسيح، وليس في أيّ مكان آخر؟ نعم، هذا هو عين الصواب. يسوعُ المسيح ليس الطريقَ إلى الله، بلْ إنّه الطريقُ الوحيد إلى الله. هنالك طريقة واحدةٌ لا غير لرؤية وجه الله المحبّ الأبويّ، وهي الانشغال بيسوعَ المسيح. لا مخلّصَ لكلّ من يرفُض يسوعَ المسيح. وكلّ من لا يدخُل من الباب، لا يقْوى على المرور من جِدار حجري. كلا الجزئين صحيح: النِّعمة المجّانية والكاملة في يسوع المسيح وفيه فقط.

أقضي وقتًا طويلًا في فصْل الصيف في الإبحار في الأرخبيل الفنلندي، في توركو في غرب فنلندا. وفي بعض الأحيان يحدُث أنّ الهاتف المحمولَ لشخصٍ ما يسقُط في البحر، وهذا معناه فقدُه هناك ولا يُمكن استرجاعه. أضِف إلى ذلك، أنّ المحرّك الخلفيّ للقارب، قد يفلِت ويسقُط في الماء أيضا، ولا يتمكّن أحدٌ من جلبه إلى الشاطىء. هذه حوادثُ مزعجةٌ، وما مضى قد مضى وولّى. ولكن الارتياح والفرج العظيم يكمُن في الحقيقة التي يذكُرها الكتاب المقدّس عن الله:

يَعُودُ يَرْحَمُنَا، يَدُوسُ آثَامَنَا، وَتُطْرَحُ فِي أَعْمَاقِ ٱلْبَحْرِ جَمِيعُ خَطَايَاهُمْ. ٢٠ تَصْنَعُ ٱلْأَمَانَةَ لِيَعْقُوبَ وَٱلرَّأْفَةَ لِإِبْرَاهِيمَ، ٱللَّتَيْنِ حَلَفْتَ لِآبَائِنَا مُنْذُ أَيَّامِ ٱلْقِدَمِ. (ميخا ٧: ١٩-٢٠).

عندما يرمي الله جميعَ خطايانا إلى أعماق البحر من أجل يسوعَ المسيح، لا أحدَ بالمرّة سينبُشها، لا إبليس، لا إنسان، لا ملاك؛ لا أحد.

4. الثقة، ما هي؟

في المسيحية أبعادٌ كثيرة، ومنها الثقة، الوثوق في صلاح الله. فكِّر لحظةً وتأمّل في شخص تثِق به حقًّا. وإذا كان عليك تسمية عدد قليلٍ منَ الأشخاص الذين تُعوِّل عليهم حقًّا في حياتك، فمن سيكونون ولماذا؟ تخيّل قصّةً كهذه: أنت تسير في شارع ما، يأتي إليك شخصُ ما ويسألك عن بِطاقتك البنكية ورَقْمِها السرّي الشخصي. أشُكّ في أنّك ستُعطيها لشخص غريب. ولكن، هل هنالك شخصٌ تثِق به كثيرًا، لدرجةٍ تسمَح لك بإعطائهما له أو لها؟ أنا شخصيًا لا أجُد أيّةَ صُعوبة في إعارة بِطاقتي البنكية لابني، للتزوّد بالوقود للسيّارة، على سبيل المثال. إنّه لن يُسيءَ استخدامَها. ربّما يُمكنك أيضًا أن تُفكّر في شخص آخرَ، تضَع فيه ثقتَك كاملة. ومع ذلك، تأمّلْ في كيفيّة تطوّر الثقة عادة: ببُطء، عامًا بعد عام، تكبُر وتقوى في الأوقات العصيبة، عندما لا يخذُلك الشخص الموثوقُ به أبدًا.

هكذا أيضًا تتطوّر الثقةُ بالله، شيئًا فشيئا، عَشاء ربّاني/مناولة إثر آخر/ى، ترنيمة بعد ترنيمة، أزْمةٌ تتلوها أزمة. لا أعلَمُ إلى أيّ مكان أخذَني ولماذا، إلّا أنّّني على يقينٍ أنّه قام بذلك. إنّه لم يرفُضْني قطُّ ولم يترُكْني وحيدا. وعلاوة على ذلك، هو تسامحَ مع آثمٍ مثلي لسنوات، لعُقود حتّى ووعدني أن يسير معي كلَّ الطريق ويقودَني إلى البيت. إنّي أتعلّم وضع ثقتي به، إنّي أثِق به. وهل يُعقَل أن يترُك الأبُ ابنَه؟

5. مَن هو اللهُ إذَن؟

الله سِرّ عظيم، أُحْجِيّة، مقدّس، خفيٌّ، غامضٌ، لا يعرف الخطيئة أو الظلام. ومع هذا فقدِ ٱقترب من الجِنس البشري الخاطىء بواسطة يسوعَ المسيح، وعليه فهو الآب ذو الحُبّ العميق لنا نحن البشر. وفي خِضمّ كلّ الوهن والخطية والأسئلة التي لم يتمّ الردّ عليها، يبزُغ النور من خلال الرسول بطرس:

ٱلَّذِي وَإِنْ لَمْ تَرَوْهُ تُحِبُّونَهُ. ذَلِكَ وَإِنْ كُنْتُمْ لَا تَرَوْنَهُ ٱلْآنَ لَكِنْ تُؤْمِنُونَ بِهِ، فَتَبْتَهِجُونَ بِفَرَحٍ لَا يُنْطَقُ بِهِ وَمَجِيدٍ (رسالة بطرس الرسول الأولى ١: ٨).