العهد الجديد

بقلم: 
د. إركّي كوسْكِننيمي
ترجمة وتدقيق: 
حسيب شحادة

العهد الجديد

شرح إنجيل يوحنّا
شرحُ رسالةُ القِدّيس يوحنّا الرَّسول الأولى


كيف تكوّنَ العهدُ الجديد؟

العهد الجديد هو أهمُّ كتاب للمسيحيّين. وبتعبير أدقَّ، إنّه ليس مجرّدَ كتاب واحد بل مجموعة من الكُتب ألّفها عدّةُ كتّاب. وتُخبرُنا هذه المجموعة الثريّة عن أعمال وتعاليم يسوعَ المسيح وتلاميذه. وقد كتب معارضو يسوعَ المسيح ومؤرِّخو الوثنيين الكبار حولَ يسوع المسيح والكنيسة الأولى. إنّ هذه المراجعَ نادرةٌ ولكنّها معروفة بشكلٍ كافٍ، بحيثُ لا يُمكن لأيّ خبير أن يُنكر تاريخيةَ أهمّ أحداث حياة يسوعَ المسيح. وبالنسبة لنا، فإنّ العهد الجديدَ مصدرٌ كافٍ للتعرّف على كوْن يسوعَ المسيح مخلّصًا لنا.

يضُمّ العهد الجديدُ أنماطًا مختلفة من الكتب، تأتي في المقدّمة الأناجيل الأربعةُ – متّى ومُرْقُس ولوقا ويوحنّا؛ ثمّ أعمال الرُّسُل فمجموعة كبيرة من الرسائل، فرؤيا القدّيس يوحنّا. والسؤال كيف تكوّنت هذه الكتب وأصبح لدينا كتاب العهد الجديد بين دفّتين؟

الأناجيل

يسوعُ المسيح نفسُه لم يكتب أيَّ كتاب، ولكنّه كان موضوعَ عدد كبير من الكُتب. وأهمُّ هذه الكتب هي الأناجيل، التي إذا توخّينا الدقّةَ فلا يُمكنُ اعتبارُها سيرة يسوعَ المسيح الذاتية. نودُّ، على سبيل المِثال، أن نعرف شيئًا ما عن شبابه، إلّا أنّ الأناجيل الأربعة لا تتطرّق إلى هذا. في الحقيقة، تكتفي الأناجيلُ فقط بوصف بعض أحداثٍ جرت في طفولته. للأناجيل غرضٌ بسيط عبّر عنه البشيرُ يوحنّا بهذه الكلمات:

”وصنع يسوعُ أمامَ تلاميذِه آياتٍ أُخرى غيرَ مُدوَّنةٍ في هذا الكتاب. أمّا الآياتُ المدوّنة هنا، فهي لتُؤمنوا بأنّ يسوعَ هو المسيحُ ٱبنُ الله. فإذا آمنتُم نِلْتُم باسمه الحياة“ (يوحنّا ٢٠: ٣٠-٣١).

في موضوع تكوين الأناجيل، يُمكننا تمييزُ هذه المراحل الأربع التالية:

١) أعمال يسوعَ المسيح التاريخية

لقد علَّم يسوعُ المسيح الناسَ لمدّة ثلاث سنوات، تاركًا ٱنطباعًا عظيمًا على عدد لا يُحصى من البشر، الذين حضروا بالآلاف لاستماع تعاليمه. وفي زمن يسوعَ المسيحِ كانت كلّ فلسطين مليئةً بالأحاديث والقِصص عنه. وكما ذُكر، فإنّ مقدارَ ما تناهى إلى مسامع أولئك، الذين حضروا بانتظام تعاليمَ يسوع المسيح، يفوق ما بوُسعنا قراءته في العهد الجديد. وهذا يتعلّق بنحو خاصّ بتلاميذ يسوعَ المسيح، ولا سيّما تلك الدائرة القريبة المؤلَّفة منَ ٱلاثني عشرَ تلميذا.

٢) التقليد الشفوي

في أعقاب موت يسوعَ المسيح وقيامته، تنوقلت قِصص عنه. وفي الكنيسة الأولى في القدس، كان الرُّسُل على عِلم ودراية بما قد جرى بالفعل. وقد أدّى إنجيلُهم الكرازي شفويًّا إلى نُشوء الكنيسة. وفي لُبّ الإنجيل نجِد ولادة يسوعَ المسيح وقيامته.

٣) التقليد المكتوب

وبعد أن أخد عددُ المستمعين المباشرين ليسوعَ المسيح بالتناقص، كان لا بدّ من تدوين كلماته. لا نعرِف أيَّ نوع من تدوينات لكلام يسوعَ المسيح كان قائمًا قبل كتابة الأناجيل. على كلّ حال، بعضُ تلك التدوينات لكلمات يسوعَ المسيح كانت متوفّرة ً ومن أهمّها ما يسمّى بمصدر لوجيا (أو الوثيقة ق من اللفظة الألمانية Quelle، نصّ لم يصلْنا، وسُمِّي أيضًا بإنجيل الأقوال ق أو مخطوطة ق أو مصدر الأقوال أو لوجيا، Logia Source) الذي ٱستخدمه البشيران متّى ولوقا. منَ الواضح أنّ كاتبَ الإنجيلِ الأحدثَ يوحنّا، عرَف أعمال سابقيه، ولكنّه دوّن إنجيلَه هو وَفْق وُِجهة نظرته الخاصّة.

٤) الأناجيل النهائية

كان في متناول يد كتّاب الأناجيل، حين كتابتهم عن يسوعَ المسيح وفرة من المصادر المختلفة. وقد جمع البشير مُرقس، كاتب الإنجيل الأقدم، كمًّا كبيرًا من التقاليد الشفوية التي، على ما يبدو، تتعلّق غالبًا بتعاليم الرسول بطرس، إذ أنّها مرويّةٌ كما رآها بعينيه. لقد عرَف متّى ولوقا إنجيلَ مُرقُس وأكملاه بما توفّر لديهما من مراجع. وهكذا، تمخّضت عن الأناجيل الأربعة صورة ثريّة ومتعددة الجوانب عن حياة وتعاليم يسوعَ الناصريّ، وأهمية تضحيته الكفّارية من أجل غُفران خطايانا.

منَ الجائز أن تكون الأناجيل الأربعةُ في العهد الجديد، قد كُتبت بين الأعوام ٧٠-٩٠ أو ١٠٠ م.، أي بعدَ موت يسوعَ المسيح وقيامته بحوالي ٤٠-٦٠ أو ٧٠ عاما. دعْنا نقوم بتجربة فكريّة: هل تستطيع العثورَ على شخص يُمكنه أن يسرُدَ عليك ما حدث من وقائعَ قبل أربعين عامًا؟ في الواقع، حتّى مدّة سبعين عامًا قد تجعل الذاكرةَ بالكاد غير موثوقة. ومن المعروف أنّ الأناجيل التي كُتبت في زمن مبكّر، كانت قريبةً من زمن يسوعَ المسيح، وهذا يجعلها موثوقة.

كما أنّ الأناجيل الأُخرى المسماة بالأپوكريفية (لفظة يونانية معناها أُمور تمّ إخفاؤها، أي المنحولة، المشكوك في صحّتها، المختلقة، الملفّقة) التي لا تنتمي إلى العهد الجديد، قد تمّ الحفاظُ عليها أيضا. وهي كانت قد تشكّلت خارج الكنيسة بعدَ الأناجيل الكنسية الأربعة، ولا فائدة منها للكنيسة، ولا يُعوِّل عليها الباحثون بالمرّة. لذلك، ولهذا السبب الوجيه ٱستُبعدت من العهد الجديد. وبمقْدور القارىء المهتمّ العثور عليها في ترجمة للإنچليزية وبعضها في الفنلندية، على سبيل المثال: إنجيل توما.

أعمال الرُّسُل

كتب البشير لوقا كتابًا ثانيًا تتمّة لإنجيله، وفيه يتحدّث عن وصول الإنجيل إلى روما. وهذا الكتاب فريدٌ من نوعه في العهد الجديد. وعلى كلّ حال، هنالك خارجَ الكتاب المقدّس عددٌ كبير منَ القِصص حولَ رُسُل مختلفين مثل أعمال بطرس وأعمال بولس. ومن الجلي، أنّ تلك القصص كانت قد كُتبت بعد أسفار العهد الجديد الأخرى، وتحتوي غالبًا على حكايات خيالية. وكذلك يُمكن العثور على هذه الكتابات بسهولة بالترجمة الإنچليزية في المكتبات.

الرسائل

من حيثُ العددُ، معظم كُتب العهد الجديد هي رسائل؛ وأهمّ مجموعة فيها هي رسائل الرسول بولُس. في صميم هذه الرسائل نجد مغفرةَ الخطايا، هِبة الله التي منحها لليهود ولجميع الشعوب الأُخرى عن طريق موت يسوعَ المسيح وقيامته. أضِف إلى ذلك، هنالك في العهد الجديد، رسائلُ أخرى بقلم رُسُل آخرين مثل يعقوب ويوحنّا ويهوذا وبطرس، وهنالك أيضًا الرسالة إلى العبرانيّين بقلم لاهوتي عظيم لم يذكَر ٱسمُه.

لقد كُتبت هذه الرسائل تلبيةً لحاجة حقيقية؛ لدحض البِدع المختلفة، ولتعليم رعايا الكنيسة المنبثقة حديثًا أُسس الحياة المسيحية السليمة. لا تزال هذه الرسائلُ وثيقةَ الصلة بالمسيحيين، وهي تحمِل التعاليم الرسوليةَ عن يسوعَ المسيح. يشُكّ بعض الباحثين في تأليف الكثير من الرسائل، ويتساءلون أحقًّا ألّفها الكتّاب المذكورون. هذا السؤال، في الواقع، ليس ذا أهمية كبيرة، لأنّ اللهَ لم يدَع هذه الأسفارَ تندرج في الكتاب المقدّس عن طريق الصدفة.

سِفْرُ الرؤيا

إنّ السفر الأخيرَ في الكتاب المقدّس، سفر الرؤيا، لسفر فريد من نوعه في العهد الجديد. إنّه يقوم على رُؤيا القدّيس يوحنّا النبوية، التي رأى الله فيها بمثابة تعزية لكنيسته التي عانتِ الظلمَ والاضطهاد. يتجلّى هذا السفر الرائع من خلال ما فيه من صُور ورموز. منَ المستحيل فهم هذا السفر بدون معرفة عميقة للكتاب المقدّس بعهديه، القديم والجديد. لهذا السبب، غالبًا ما يُستخدم هذا السفر العظيمُ بشكل غير صحيح بغية إثارة الخوف والرعب. في الحقيقة، هذا السفرُ هو كتاب النِّعمة والراحة. كيف كان نشوء العهد الجديد؟

كما ذكرْنا آنفًا، كان لدى الكنيسة الأولى وفرة من الأدب الثريّ، واستمرّ إنتاجُه في القرنين الثاني والثالث للميلاد بقلم لاهوتيين أمثال كليمنت/إكليمندس أُسقف روما، إغناطيوس أُسقف أنطاكية والقدّيس جاستن مارتر المعروف بجاستن الشهيد. ومع هذا فإنّ كتاباتِهم لا تنتمي إلى العهد الجديد، شأنها شأن الأناجيل المنحولة أو أعمال الرُسُل الملفّقة بخاصّة. ولكن ما أُدرِج في العهد الجديد وما أُهمل؟

في الوقت الراهن يدّعي بعض الناس بأنّ الكنيسة حتّى في القرن الرابع للميلاد، كانت قد أُدرجت أو أُهملت بحريّة ما شاءت، وهكذا زُيّفت رسالةُ يسوعَ المسيح الأصليةُ. ووِجهة نظر مشابهة يتبنّاها المسيحيون الذين يسلّطون الضوء على معاييرَ أُخرى ليست منَ الكتاب المقدّس. في الحقيقة، سبق قراراتِ مجلس الكنيسة تقليدٌ كنسي طويل، تُليت فيه النصوصُ في قداديس الكنيسة. كانت مجموعة رسائل القدّيس بولس موجودةً قبل عام ١٠٠م. وقد عزّزت الأناجيل الأربعةُ موقعَها في القرن الثاني. كما رسّخت كتب العهد الجديدِ الأخرى مواقعَها في مناطقَ مختلفة من العالم المسيحي آنذاك. ويُذكر أنّه في القرن الثالث وحتّى في القرن الرابع، جرى نقاش مفعَم بالحيوية حولَ مجموعة الكتب المقدّسة، ولكنّه تمحْور في الغالب حول عدد ضئيل من الكتب (بشكل خاصّ الرسالة إلى العبرانيّين وسِفر الرؤيا). مجمعا الكنيسة - هِپّو ريچيوس (Hippo Regius) عام ٣٩٣ في شمال إفريقيا ومجمع اللاذقية في الشرق حوالي عام ٣٦٠ - انضمّا إلى التقليد، الذي بلورته قراءة النصوص المقدّسة في الكنيسة، قبل قرنين من الزمان، وذلك جزئيًّا كردّ فِعْل على شيوع كتابات الهَرطقة. نحن نؤمن بأنّ روحَ الله القدّوس هي التي أرشدتِ الكنيسةَ عندَ اختيارها أسفارَ العهد الجديد، وهذه العملية قد دعمها تقليد مبكِّر قوي.

في الكثير منَ الأسفار التي بقيت خارجَ إطار العهد الجديد مادّة للقراءة مفيدة. وتجدُر الإشارة في هذا السياق، إلى مجموعة الآباء الرسوليين التي تضمّ أسفارًا، يعود تاريخُها إلى ما بعد العهد الجديد بقليل. ومع هذا، فبالنسبة لنا هذه الكتابات لا تُساوي الكتاب المقدَّس.

المخطوطات

لسوء الحظّ، ليس في متناول يدينا، على سبيل المثال، النسخة الأصلية لإنجيل البشير متّى. وفي هذه الحال، علينا ٱلاعتماد على نُسَخه ونُسخ تلك النُّسخ. إن مشكلةَ مخطوطات العهد الجديد، ليست بغريبة على العِلم الحديث. إنّ جميعَ النصوص القديمة قد وصلتنا كنُسخ، ولا يوجد نصّ ذو عدد من المخطوطات مثل كتاب العهد الجديد. من خلال مقارنة المخطوطات المختلفة يُمكننا فهم موثوق به لما كتبه متّى في زمانه، على سبيل المثال. ونادرًا ما ينشأ عدمُ اليقين، وهذه المشاكل لا تمَسّ مبادئ إيماننا. لقد تمّ جمع مكوِّنات العهد الجديد بلغته الأصلية (اليونانية) بعناية، وذلك بناءً على مخطوطات مختلفة، وهو يحتوي على إنجيل رسولي موثوق به.

الترجمات

كُتِب العهد الجديدُ في حينه باللغة الإغريقية، اليونانية القديمة، ولهذا يشمُل تعليم القسّ وإعداده ليكون قادرًا على قراءة النصّ باللغة الأصلية أيضا. وقد ساهمتْ حركةُ الإصلاح مساهمةً هامّة في تحقيق الرغبة في جعل الكتاب المقدّس مُتاحًا لكلّ إنسان بلغة أُمّه. لقد تُرجم الكتاب المقدّسُ، أو أجزاء منه، إلى عدد لا يُحصى من اللغات الحديثة. وبما أنّ اللغاتِ تتغيّر وتتبدّل بمرور الزمن، العقود والقرون، فلا مندوحةَ من ترجمات جديدة. عالمُنا مليء بشتّى الترجمات، بعضها حرفية والبعض الآخرُ يُعنى أكثر بالمعنى بأسلوب فصيح.

إذن ماذا في جُعبتِنا؟

العهد الجديد عبارة عن مجموعة أسفار كتبتْها يدُ الإنسان. شخصٌ ما حفِظ عن ظهر قلب كلامَ يسوع المسيح، ثم قالها لآخرَ قام بدوره بتدوينها. الكاتب، الشخصُ الثاني، كتب الإنجيلَ معتمدًا على مصادرَ شفوية ومكتوبة. وكلّ هذا، يُمكنُ دراستُه بطريقة علميّة، وكما نُوّه أعلاه، لا داعيَ للتشكيك بموثوقية الأناجيل من المنظور العلمي أيضا. ولكن، هذا ليس كلَّ شيء، إنّ العهدَ الجديد ليس بمثابة مجموعة من الأسفار من صُنع الإنسان فحسب.

نحن نؤمن بأنّ العهدَ الجديد، مثل الكتاب المقدّس برمّته، هو وحيُ الله لنا. حينما نقرأ الكتاب المقدّسَ، يتحدّث الله إلينا ويضمَن الله ويصونُ كلَّ كلمة أعطاها ليتحدّثَ بها الإنسان، وهذا الجانب لا يُمكن لأيّ امرء دراستُه علميّا.

ما الذي يفصِل مجموعةَ الكتب هذه عن جميع النصوص الدينية الأخرى؟ وَفق الإيمان المسيحي، إنّ كلمةَ الله عينَها ذات تأثير في الإنسان فيؤمن بأنّها من لَدُن الله. لا يستطيعُ الإقناع البشريُّ تحقيق ذلك. وقد بشّر بولُس الرسول في تسالونيكي بيسوع َ المسيح إلّا أنّ معظمَ الناس تغاضت عن رسالته؛ ولكن بعضهم توقّف واعترف بدعوة الله وندائه في خطاب الرسول:

”من أجل ذلك نحن أيضًا نشكُرُ اللهَ بِلا ٱنقطاع، لأنّكُم إذ تسلّمْتُم منّا كلمةَ خَبَرٍ منَ الله، قَبلْتموها لا كَكَلمةِ أُناسٍ، بل كما هي بالحقيقة ككلمة الله، التي تعمَلُ أيضًا فيكُم أنتم ُ المؤمنين“ (١ تسالونيكي ٢: ١٣).

حتّى في أيّامنا هذه، قد يختبرُ أولئك الذين يقرأون الكتابَ المقدّس، ما ٱختبره الخُدّام/الحُرّاس الذين أُرسِلوا لسجن يسوع المسيح، ولكنّهم لم يستطيعوا تنفيذَ المهمّة التي أُنيطت بهم:

”فجاء الخُدّامُ إلى رؤَساءِ الكهَنة والفَرّيسيّين . فقال هؤلاءِ لهم: لماذا لم تأْتوا به؟. أجاب الخُدّامُ : لم يتكلّمْ قطُّ إنسانٌ هكذا مِثلَ هذا الإنسان“ (يوحنّا ٧: ٤٥-٤٦). إنّ يسوعَ المسيحَ القائمَ منَ الموت يحيا ويحكُم؛ ولن تزولَ كلمتُه حتّى ولو زالتِ الأرضُ والسماء (أُنظر إنجيل لوقا ٢١: ٣٣).