أين الجنّة؟

الكتاب المقدّس لا يُحدّد أيَّ موقع جغرافي للجنّة في هذا العالَم المخلوق. توجد الجنّة حيثُ يُقيم الله في كماله المطلَق، فهو كلّ شيء وفي كلّ شيء. الجنّة وراءَ بحر النجوم. يقول الكتاب المقدس: ”له وحدَه الخُلودُ، مَسكِنُه نورٌ لا يُقتربُ منه، ما رآهُ إنسانٌ ولن يراهُ، له الإكرامُ والعِزَّةُ. آمين“. (١ تيموثاوس ٦: ١٦).

وعليه، نحن لن نصل لا إلى الله ولا إلى الجنّة عن طريق أيّة برامجَ استكشاف للفضاء، ولا من خلال تفكيرنا وعقلنا. هو بنفسه خرج من قوّة عظمته الخفيّة وكشف لنا ما نحتاج إليه من معرفة عن الجنّة. في الكتاب المقدّس، وبخاصّة في آخره، رؤيا يوحنّا، الكثير من الصوَر المتعلّقة بالجنّة. أمامَنا أوصاف وصُوَر لا يُمكن تركيبُها في صورة واحدة موحّدة. كيف ستبدو مدينةٌ بشكل مكعَّب ذات شوارع من ذهب؟ أو كيف ستظهر العبادة بنشوة، المتجددة دوْمًا وغير المتناهية؟ وماذا بشأن حديقة لا مثيلَ لرونفها وجمالها؟ ثم ما كنهُ هذا: الله، سبحانه وتعالى، بنفسه يمسَح دموعَك؟ وقد تحدّث معلّمو الكنيسة القُدامى عن الجنّة بأنّها ”النظر إلى الله بهناء وابتهاج“. - بالنسبة لي، على الأقلّ، هذه أسباب كافية تجعلُني أرغب في رؤية كلّ شيء!

”وسمعتُ صوتًا عظيمًا من العرش يقول: ها هو مسْكِنُ اللهِ والناس: يسكُن معهم ويكونون له شعوبًا. الله نفسه معهم ويكون لهم إلهًا “. (رؤيا يوحنّا ٢١: ٣)

صلاة: أيّها الله، أريد أن أروحَ إلى الجنّة. خُذْني إلى هناك!