البشر

غالبًا ما يُحدِّد الآخرون قيمتَنا وَفْقَ قُدْراتنا، مكانتنا، وضعنا المالي، المظهر إلخ. قد تشعر بأنّك لستَ جيّدًا بما فيه الكفاية، وخصوصًا عندما لا تسير الأمور الحياتيةُ وفقًا لتوقّعات الآخرين.

مع ذلك، قيمتك وجدارتُك الحقيقيتان لا تُقرَّران من قِبَل أيّ من الأمور المذكورة أعلاه. لا حقَّ لأيّ إنسان آخرَ في تحديد قيمتك. الوحيد القادر على القيام بذلك هو الله الذي خلقك. إنّه لم يخلُقْك بدون سبب أو صدفة، بل لهدف معيّن وبمحبّة. يُخبرنا الكتاب المقدّس أنّ اللهَ خلق الإنسان على صورته، والناس أغلى المخلوقات التي على وجه هذه الأرض.

الله خلقك برهبة وبروعة لتكونَ ابنَه الحبيب. إنّك فريدٌ من نوعك، ولا أحدَ يقدِر على أخذ مكانك في هذا العالَم. إنّك هامٌّ بالنسبة له، لدرجة أنّه بذل ابنه الوحيدَ ليموت على الصليب من أجل غفران خطاياك. لستَ مُلزَمًا لكسب قيمتك وجدارتك. إنّك ذو قيمة لا تُقدَّر بالنسبة لله فهو خلقك وأحبّك وخلّصك.

”أحمَدُك لأنّك رهيبٌ وعجيب. عجيبةٌ هي أعمالك، وأنا أعرِف هذا كلَّ المعرفة“ (المزامير ١٣٩: ١٤)

صلاة: أيُّها الربّ العزيز، ساعِدْني لأرى نفسي من خلال عينيك.

الله يُحبُّك، نعم، إنّه يُحبّك. قد تسأل كيف يُمكنك معرفةُ ذلك يقينًا. الجواب بسيط: الله يقول ذلك في الكتاب المقدّس، وحبُّه للجميع ومنهم أنتَ، غيرُ مشروط. كيف تتجلّى محبة الله إذن؟ الله لا يقول إنّه يُحبّك فقط، بل أعمالُه تنمّ عن ذلك أيضا. عندما نفكّّر في ما صنعه الله من أجلنا، يُمكننا أن نرى عظمةَ حُبِّه لنا.

في البداية، كانت العلاقة بين الله والإنسان ممتازةً، لم يشكّ الإنسان قطّ بمحبة الله. ولكن سقوط الإنسان غيّرَ كلّ شيء وقطع علاقتَنا بالله. ومع ذلك محبّة الله لنا لم تتبدّل. محبّة أبينا السماوي كانت عظيمة وعميقة لدرجة أنّها أصلحت الوضع. حبّه هذا، قد تحقّق قبل ألفي عام، حينما مات ابنُ الله الوحيدُ على الصليب. مات يسوع المسيح لئلّا تفصِلنا خطايانا عن الله. مات يسوع المسيح كي تحظى بالحياة الأبدية في الجنّة، وتغمرَك محبتُه إلى ما لا نهاية.

”هكذا أحبّ الله العالََم حتّى وهب ابنَه الأوحدَ، فلا يهلِكَ كلُّ من يؤْمن به، بل تكون له الحياةُ الأبدية“ (يوحنا ٣: ١٦).

صلاة: يا ربّ، إنّي أُصلّي كي أستطيع أن أَحِسَّ وأُومن بأنّ تكون محبتُك حقيقيةً في حياتي.

الله قد وعد بسماع كلّ الصلوات التي تُتلى باسم يسوعَ المسيح. إنّ الصلاة باسم يسوع المسيح تعني بأنّنا نؤمن به، وبالتالي نكون على صلة مع الله. إنّنا لا نقترب من الله مُعوِّلين على ما فينا، بل من خلال إيداع ثقتنا في عمل الخلاص الذي قام به يسوع المسيح.

الله يسمع كلّ الصلوات، إلّا أنّ ذلك لا يعني بأنّه سيستجيب دائمًا حسب توقُّعاتنا. الله ليس بمثابة ”ماكينة استجابة للصلوات“ فيُلبّي كل الرغبات، بل إنّه أبٌ يعرُف حاجة أولاده. إنّه يمنحُنا أفضل شيء بالنسبة لنا على ضوء حياتنا الأبدية. لذلك، يردّ أحيانًا على صلواتنا بعدم تلبية أمنياتنا. وأحيانًا يدعُنا ننتظر، وأحيانًا قد ننال على الفور جوابًا إيجابيا. ويُمكننا أن نكون متأكّدين أنّه عندما نطلُب الخلاص والمغفرة على خطايانا، فإنّه يستجيب على الفور. من الممكن قراءةُ جوابه في الكتاب المقدّس، عندما يعِدُ بالصفْح عن خطايا المعترِفين بها.

”من منكم إذا سأله ابنُه رغيفًا أعطاه حجرا، أو سأله سمكة أعطاه حيّةً؟ إذا كنتم أنتمُ الأشرار تعرفرن كيف تُحسِنون العطاء لأبنائكم، فكم يُحسن أبوكمُ السماوي العطاءَ للذين يسألونه؟“ (متّى ٧: ٩-١١)

صلاة: يا الله، إنّي أتساءلُ أحيانًا في ما إذا كنتَ تسمعُني أم لا. أشكرُك على سماعِك!