يسوع

إنَّه المُخلّص! المسيحيّون الأوائل أعلنوا بأنّ يسوع المسيح هو مخلّصُهم. إنّّهم آمنوا بأنّ يسوعَ هو ابنُ اللهِ الذي جاء إلى الأرض كإنسان. العبارة، ”يسوعُ هو الربُّ“، لخّصت إيمانَهم.

الأناجيل الأربعة في العهد الجديد، تروي لنا الأخبار السارّة عن يسوع: كيف حَبِلَتْ به مريم العذراء بقوّة الروح القُدُس وأنجبته، وكيف عاش وعلّم وقام بالعجائب. من هو يسوع، معاناته وموته وقيامته في اليوم الثالث، تمثّل صُلبَ المسيحية وجوهرَها.

مَن هو يسوع بالنسبة لك؟
- إنّ موقفَك تُجاهَ يسوع ومكانته عندك شخصيًّا، يُحدِّدان موضوع الأبدية بالنسبة لك. لذلك، هيّا قُم وامْسك الكتابَ المقدّسَ بيديك واكتشف أكثرَ فأكثر.

يسوع المسيح بموته على الصليب، من أجل خطايانا وقيامته من بين الأموات، مهّد لنا الطريقَ لمعرفته على المستوى الشخصيّ. لا خلاصَ لنا، ولا علاقة لنا مع الله، إلا من خلال يسوع المسيح.

”لا خلاصَ إلا بيسوعَ، فما من اسم آخرَ تحتَ السماء وهبَه الله للناس نقدِرُ به أنْ نخْلُصَ“ (أعمال الرُّسُل ٤: ١٢).

العلماء والمؤرّخون لا يستطيعون إنكارَ وجوده التاريخي. رجُل حَمَل الاسم، يسوع المسيح، نشأ في الجليل، في بلدة اسمُها الناصرة، وبالتالي فغالبًا ما يُشار إليه باسم ”يسوع الناصريّ“. علّم يسوع في أماكنَ كثيرة، جمع تلاميذَه الذين جمعوا تعاليمَه وقاموا بنشرها. في العام ٣٠ للميلاد تقريبًا وفي أورشليم، أصدر الحاكم الروماني بيلاطُس البُنطيّ (١٠ ق.م -٣٨م) حُكمًا بصلب يسوع المسيح. يتّفق المؤرّخون بخُصوص كلّ هذه الحقائق.

ولكن مَن كان يسوع؟ كيف يُمكنني التعرّفُ عليه بشكل أفضلَ؟
- الأجوبة على هذه الأسئلة موجودة في الكتاب المقدّس، ولا سيّما في العهد الجديد.

” بِشارةُ يسوعَ المسيحِ ابنِ اللهِ“ (إنجيل مرقس ١: ١)

صلاة: يا يسوعُ، مَنْ أنتَ؟

الديانة اليهودية تقول إنّه حُكِم على يسوع المسيح بالإعدام، لأنّ شيوخَ اليهود ادّعوا بأنّه سخَر من الله. تعاليم يسوع المسيح والأعمال التي نُسبت إليه بكونه ابنَ الله، الذي نزل من السماء إلى الأرض. وبموجب شريعة موسى، هذه هي ”هرطقة/إلْحاد“ وحُكمُها الإعدام.

على كل حال، آنذاك كانت إدارة وتنفيذ عقوبة الإعدام منوطةً بيد الرومان فقط. والحاكم الروماني بيلاطُس البُنْطِيّ لم يكن معنيًا بالخلافات والنزاعات الدينية التي كانت قائمةً بين زعماء اليهود. وعليه فقد قُدِّم يسوع لبيلاطس، كشخص قد ينضمُّ إلى الناس في انتفاضة أو تمرّد ضدّ القيصر. الحاكم بيلاطس البنطي لم يقتنع بهذا، إلّا أنّّه في آخر المطاف، رضخ تحت الضغط وحكَم على يسوع المسيح بالصلب.

كلّ مَن يقرأ عن موت يسوع وصلبه في الأناجيل، قد يندهش ويتساءل: لماذا شخصٌ طيّب إلى هذا الحدّ وبريء، حُكم عليه بمثل هذا الموت المروّع الرهيب؟ لماذا لم يتدخّلِ اللهُ لينقذَ يسوع؟ لماذا لم يدافع يسوعُ عن نفسه عندما اتّهم زورًا وبُهْتانا؟
إنّنا نجدُ الإجابة في سِفْر إشعياء في الإصحاح ٥٣، ويا للدهشة فهذا السفر كان قد كُتب ٥٠٠ عام ،على الأقلّ، قبل موت يسوع المسيح. ونحن كمسيحيّين نؤمن بما تقول هذه الآيات وغيرُها في الكتاب المقدّس: كلّ هذا كان ضمن خُطّة الله للخلاص. مات يسوع المسيح على الصليب من أجل خطايانا؛ اللهُ أرسل ابنَه الوحيدَ ليُقاسي ويموت عنّا، كيلا نُقاسي نحن ونموت. إنّه كفّر عن خطايانا.

”وهو مجروحٌ لأجل معاصينا، مسحوقٌ لأجل خطاينا. سلامُنا أعدّهُ لنا، وبجِراحِه شُفينا. كلُّنا كالغنم ضَلَلْنا، مالَ كلُّ واحدٍ إلى طريقه، فألقى عليه الربُّ إثمَنا جميعًا“ (إشعياء ٥٣: ٥-٦)

صلاة: ياحبيبنا يسوع، لا أستطيع أن أستوعبَ المعاناة التي مررتَ فيها، إلا أنّني على يقين بأنّ خطاياي قد غُفرَت.

منذ البداية هناك روايتان للإجابة، فأيّهما تُصدِّق؟ إنجيل مَتّى يقُصّ كيف أنّ حُرّاس قبر يسوع المسيح، قد تلقّوا رَشوةً وتعليماتٍ للقول: إنّ تلاميذَه أتوا في الليل وأنتم نيام، وسرقوا جُثّة يسوع. وهذه الكذبة ما زالت شائعةً في أيّامنا هذه، ولكن طرأ عليها بعضُ التحديث. التفسير الحديث يقول إنّ موتَ يسوعَ المسيح كان قد سبّب لتلاميذه صدمةً نفسية شديدة، وقد اتّفقوا للخروج من ذلك بالقول: يسوع قام من بين الأموات حسب رأيهم، وبدأ يحيا روحيًا وَفق إيمانهم.

العهد الجديد، على كلّ حال، يُخبرُنا بأنّ أناسًا كثيرين قد صادفوا يسوع الإنسان الصاعد بجسده: نساء حول القبر، تلاميذ خائفون خلف الباب المُغْلق، مسافران في الطريق إلخ. حتّى توما الشكّاك سنحت له الفرصة للمْس جروح يسوع. كان هناك قاسم مشترك بين هؤلاء الأشخاص: كلّهم استصعبوا فهم وقَبولَ قيامة يسوعَ من بين الأموات.

بعد قيامته، لم يُظهر يسوع المسيح نفسَه لا لمتّهميه ولا للعالََم بأسره. القبر الفارغ كان البرهانَ الوحيد. لم يُعثرْ على جثّته قطّ.

لا يمكن لأي مقدار من العمل التحرّي أو استخدام المنطق والعقل، أنْ يُقنع أحدًا بقيامة يسوع المسيح ــ يحِلّ الإيمان عند لقائك بيسوع. يسوع في النعيم مع أبيه ولكن كلمته - الكتاب المقدّس - مستمرة في مخاطبة الناس، في جميع أرجاء المعمورة، وكنيسته دليل وبرهان على أنّ يسوعَ المسيحَ حيٌّ!

”فقال له يسوعُ: آمنتَ يا توما، لأنّك رأيْتني،. هنيئًا لِمَن آمن وما رأى“ (إنجيل يوحنّا ٢٠: ١٩)

صلاة: يا يسوع المسيح، يقولون إنّك حيٌّ، هل تسمعُني حينَ أُصلّي؟

أفضلُ طريقة للتعرّف على يسوعَ المسيح معرفة شخصية، هي من خلال القراءة عنه في العهد الجديد، وهو جزء من الكتاب المقدّس الأكثر انتشارًا في العالَم. نحن نستطيع أن نقرأ عمّا علّم يسوع ونقرأ القِصص التي رواها أناس عرفوه وساروا معه، وكذلك عمّا قام به من عمل في غُضون مدّة وجوده في هذه الدنيا. الكتاب المقدّس يُخبرُنا عن حياة يسوعَ المسيح، موته على الصليب وقيامته من بين الأموات وصعوده إلى الآب السماوي.

هناك عدّة رسائل في العهد الجديد، كتبها الرُّسُل، وهي تعرِض لنا نظرة ثاقبةً حول حالة الكنيسة والمسيحيّين الأوائل. أولائك الناس لم يلتقوا بالضرورة بيسوعَ المسيح شخصيًّا، ولكنّهم عرفوه، سمعوا وقرأوا عنه.

حتّى في أيّامنا هذه، هناك أناسٌ يعرِفون يسوع المسيح. يُمكن أن تراهم في الكنائس، حيث يجتمع الناس ليتعلّموا المزيد عن الكتاب المقدّس، ليصلّوا وليتناولوا القُربان المقدّس. حاوِل أن تجد كنيسة واذهب إليها، فهناك لن تلتقي فقط بأناس يعرِفون يسوع المسيح، بل يُمكنك أن تتعرّف عليه أنت بنفسك.

”فأجابهم يسوعُ : ما تعليمي من عندي، بل من عند الذي أرسَلني. إذا أراد أحدٌ أن يعمل بمشيئة الله، عرَف هل هذا التعليمُ من عند الله أو أنّي أتكلَّمُ من عندي“ (إنجيل يوحنا ٧: ١٦-١٧)

صلاة: يا يسوع، إنّي أبحثُ عن إقامة علاقة معك، ساعِدْني وعرِّفْني على نفسك!

لكلّ مسيحيّ شهادتُه بخصوص كيفية تعرّفه على يسوعَ المسيح. هناك مَن جاءه الوحي بين ليلة وضُحاها، وآخرُ قد وصل في آخر المطاف إلى الإيمان بعد سنوات تِلوَ السنوات، وثالث عرَف يسوعَ منذ أن كان طفلًا. ولا يُمكن أن نقول إنّ شهادةً ما أحسنُ من الأخرى. القاسم المشترك الذي يجمع المؤمنين كلَّهم، هو أنّ الربَّ هو الذي يفتح القلوب لكي تقبلَه وتؤمنَ به.

وهذه نصيحة بسيطة لكل من يسأل: كيف أستطيع أن أُصبحَ مسيحيًّا: توقَّّف عن المعارضة والمماطلة والهروب من الله. إفتح أُذنيك جيّدًا، واصغِ لما يعلّمُ الكتاب المقدّس. تأمّل في ما قد فعله الله من أجلك، فهو يُحبُّك ويرغب في أن تكون بأفضل وضع.

لا شكّ أنّ اتّخاذَ القرار يتطلّبُ إيمانًا. كلُّ ما عليك القيام به هو الاعترافُ بأنّ يسوعَ المسيحَ هو الله، وأن تصلّي لكي يغفِرَ لك الله خطاياك. كما ويخبرُنا الكتابُ المقدّس، بأنّ اللهَ يسمع كلَّ صلواتنا ووعدنا بمغفرة خطايانا من خلال يسوع المسيح.
الإيمان ليس مجرّدَ إحساس ومشاعرَ، إنه إيمان نابع من أعماق القلب بأنّ يسوعَ سيُخلّصُك. إنّ الخلاصَ هبةٌ من الله، وعن طريق الإيمان يُمكننا الحصول عليها.

إذا كنتُ قد نلتَ سرّ المعموديّة، فمعنى أنّ تكون مؤمنًا هو أنّك عائد إلى البيت؛ إلى العلاقة مع مخلّصِك. جِد كنيسةَ لك، هناك ستسمع عن مغفرة الله، وستُشارك في القُربان المقدّس مع مسيحيّين آخرين.
إنّ يسوعَ المسيحَ يدعو الجميعَ إليه، سَواء أكانوا مُعَمَّدين أم لا. المعموديّة تُطهِّرُنا وتُلحقُنا بجماعة المصلين.

”فالكتابُ يقولُ: كلُّ مَن يدعو باسم الربِّ يخْلُصُ“ (رومة ١٠: ١٣)

صلاة: يا ربّ، يا يسوعَ المسيح، يا ابنَ الإنسان، إرْحمْني أنا الخاطىء!