الكتاب المقدّس يُعلِّم عن خطيئة لا تُغتَفر - التجديف على الروح القدُس - ماذا معنى هذا؟

عندما زعم العلماءُ أنّ يسوع المسيحَ كان يعمل من خلال قوّة الشيطان، حذّرهم يسوعُ بعدم التجديف على الروح القُدُس. وهذا السبّ والتجديف بمثابة معارضة متعّمدة لعمل الروح القدس. وهناك في العهد الجديد تحذيرات وتنبيهات مماثلة أيضا. الرسالة إلى العبرانيين، تتحدّث عن ارتكاب خطيئة عن قصد، وهذا يؤدّي إلى انفصال دائم عن الله. الخطيئة في هذا السياق لا تشمل أيّة خطيئة كانت، بل خطيئة الكفر، أي الإنكار المتعمّد للإيمان.

يجب ألّا نفهم كلماتِ يسوع المسيح والرسالة إلى العبرانيين بأنّهما بمثابة إدانة لأحد، بل كتحذير موجّهٍ لأولائك الذين لم يقترفوا بعد هذه الخطيئة التي لا رجْعة فيها. ومن المهمّ أن نتذكّر أنّ بابَ الله مفتوحٌ، طالما أن أخبار يسوع المسيح السارّة مُعلَنة. مشكلة المذنِب بالتجديف على الروح القُدُس، ليست في ما إذا كان الله سيغفِر له أم لا، بل عدم رغبته في العودة إلى الله - لقد تصلّب القلبُ وقسا. لذلك كلُّ من يخشى بأنّه قد ارتكب خطيئة لا رَجْعةَ فيها، يستطيع أن يكون متأكِّدًا أنّه لم يقترفها بعدُ، لأنّ التوبةَ علامةٌ على أنّ القلبَ ما زال يُصغي إلى نداء الله ودعوته.

”ومَن قال كلمةً على ابن الإنسان يُغفَرُ له، وأمّا مَن قال على الروح القُدُس فلن يُغفَرَ له، لا في هذه الدنيا ولا في الآخِرة.“ ( متى ١٢: ٣٢)