هلِ الكتاب المقدّس حقيقة؟

نعم، ولكن من الخطأ الفادح قياسُ ذلك بمؤشِّرات ومقاييس بشرية. على مدى عدّة قرون اختلف المسيحيّون حول مواضيعَ أُخرى، إلا أنّهم، على الأقلّ، اتّفقوا على أنّ الكتاب المقدّس هو كلمة الله والحقيقة. والخلافات اقتصرت على كيفية شرحه. قبل قرن ونصف تقريبًا، أخذت الأبحاث التاريخية والعلمية تُشكِّك في حقائق الكتاب المقدّس، وردّ المسيحيّون على ذلك بطُرق مختلفة. حاول البعضُ أن يُثبتَ بأنّ الكتاب المقدّس هو كلمة الله برفض المعلومات الجديدة، مقارنة بالكتاب المقدس. وما زال الكثير من المسيحيّين يقومون بذلك. هذا النمط من التفكير وبشكل خفيّ يقودنا إلى تبنّي طريقة التفكير التالية: لكي تكون كلمة الله حقيقية على الكتاب المقدّس أن يكون وَفقًا لعقلنا وعلومنا أو الأكاديميا. محاولة تطبيق هذا المبدأ، يستنزف كلّ طاقتنا ولدينا تجربة كبيرة في هذا المضمار.

إنّ حقيقة الكتاب المقدّس وتقواه لا تستندان إلى التفكير البشري أو الأكاديميا. حقيقة الكتاب المقدّس تستند إلى الحقيقة القائلة، بأنّ اللهَ قد أعلن لنا عن نفسه وعن مشيئته بهذا الشكل المدوَّن. إنّها مسألة إيمان، وهو بحدّ ذاته عطيّة من الله. لسببٍ ما، المارّة بساحة السوق في تسالونيكي أدركوا أنّ دعوةَ الله تتجلّى من خلال كلام الناس. بولس يفهم هذا كعملِ الله.

”ثمّ إنّنا نحمَدُ اللهَ بغير انقطاع لأنّكم، لمّا تلقّيتم من كلام الله ما سمِعتُموهُ منّا، قبِلْتُموه لا على أنّه كلامُ بشَر، بل على أنّّه بالحقيقة كلامُ الله يعملُ فيكم أنتُمُ المؤْمنين“ (تسالونيكي الأولى ٢: ١٣).

صلاة: يا ربُّ، أنتَ لستَ أبكمَ، وكلماتُك ليست جوفاءَ، لا تكُنْ صامتًا معي، ودَعْني أسمع صوتَك!