هلِ الحياة صُدْفة ؟

توقّفْ لحظة للنظر في الحاسوب (الكومبيوتر)، الهاتف أو الجهاز الذي تستخدمه لقراءة هذه الكلمات. هل تُصدِّق إن قال لك أحدٌ أنّ ذلك الجهاز قد وُجد عن طريق الصدْفة؟ وأنّ جميع الأجزاء الصحيحة وردت هكذا من تِلقاء نفسها؟ إنّك تعلَم بالطبع أنّ شخصًا ما قد خطَّط، صمَّم، وصنع ذلك الجهاز لوظيفة مُحَدَّدة.

ماذا بخُصوص بقيّة العالَم والحياة عمومًا؟ إنّ العالَم، بلا شكّ، أكثرُ تعقيدًا واتّساعًا من أيّ جهاز تِقني. فكِّر فقط في أجسامنا البشرية المذهلة التي لا تُصدَّق. هناك أكثرُ من صُدفة أو مصادفة في كونه مدهشًا إلى هذا الحدّ.

من جهة أخرى، قد يبدو العالَم وكأنّه يعِجّ بالفوضى والقساوة، ومن الصعوبة بمكان العيش فيه. ولكنّ الحقيقةَ باقيةٌ - إنّه ربُّنا وإلهُنا، الآب الله الذي خلق العالَم.

نحن كلُّنا والعالَم من حولنا موجودون لأن اللهَ أراد ذلك. إنّه خلق العالَم وجعل كلَّ شئٍ يعمل لهدف ما. لا شيءَ خُلق بمَحْض الصدفة، بل خُلق بعناية وروعة، آخذًا في عين الاعتبار حتّى أدقّ التفاصيل. لا أحدَ جاء إلى هذا العالَم بالصدفة. أنت كائنٌ لأنّ الله أراد أن تكون. حياتك هي نتيجةُ خُطّة دقيقة وحُبّ أعظم.

”في البَدْءِ خلق الله السماواتِ والأرضَ ... وقال الله لنصنعَِ الإنسانَ على صورتنا كمثالنا، وليتسلّّطَ على سمك البحر وطير السماء والبهائم وجميع وُحوش الأرض وكلّ ما يَدِبُّ على الأرض. فخلق الله الإنسانَ على صورته، على صورة الله خَلق البشر، ذكرًا وأُنثى خلقهم. ونظر الله إلى كلّ ما صنعه، فرأى أنّه حسنٌ جدّا. وكان مساءٌ وكان صباحٌ يومٌ سادسٌ“. (سفر التكوين ١: ١، ٢٦-٢٧، ٣١).

صلاة : أيّها الله العزيز، افتحْ عينيََّ لأرى هديةَ الحياة التي منحْتني إيّاها. ساعِدني في أن أُمجِّدَك دومًا من كل قلبي“.