مجْدُ الله والخاطئ - 1 يوحنا 2

بقلم: 
الدكتور إِرْكّي كُسكِنْنيمي
ترجمة وتدقيق: 
أ. د. حسيب شحادة

يُوحَنَّا ٱلْأُولَى 2


بالنظر إلى أصْحاح الرسالة الأوّل، لاحظنا أنَّ التقسيمَ إلى إصْحاحات (وهذاما لم يَقُم به المؤلّف) في الكتاب المقدّس، يقطعُ تسلسلَ الأفكار. ولهذا السبب تُركتِ الآية الأخيرةُ منَ الأصحاح الأوّل، ليتمّ تناولُها هنا. دَعونا الآنَ نستعرض مبنى القسم مرّةً أخرى. البيان الرئيسيّ متمثلٌ في الآية الخامسة في عبارتها ”إنّ الله نورٌ ولا ظلامَ فيه البتّة“. بعد ذلك، يأتي وضعُ الحُدود، من خلال التعليمات المستمدّة من البيان الرئيسيّ - ما ينسجِم معَ مجد الله الرائع، وما لا ينسجم معه. ما لا ينسجم، هو إذا ادّعيْنا أنّنا ننتمي إلى الله، ولكننا نَحيا في الخطيئة (1: 6-7)، أو إذا ادّعينا أنّنا بدون خَطيئة (1: 8-9). والآنَ سنُلقي نظرةً على التعليم التالي، الذي يقودُنا إلى الأصحاح الثاني.

أبناءُ النُّور يُحاربون خطاياهُم 1: 10-2: 2

يبدو أنّ التعليمَ الثالث في هذا القسم، يُكرّر التعليماتِ السابقةَ، إلّا أنّه في الحقيقة ينقلُنا بعيدًا إلى الأمام. هنالك في البداية انتقادٌ لأولئك الذين، من حيثُ المبدأُ، يعترفون بأنّهم خُطاة، لكنَّهم في واقع الأمر يُنكرون ذلك. من السهولة بمكان، الاعترافُ بأنّنا مُذنبون، ولكنَّ الاعترافَ بأعمالنا الشرّيرة أصعبُ بكثير. ومع ذلك، هذا ما يجِب على المؤمن أن يستمرَّ في فعله، وإلّا فيَجعَلُ الله كاذبًا. يقول الله حقًا أنّنا خُطاة، وأنّه يغفِر لنا خطايانا بدم يسوع َ المسيح. وإذا ادَّعينا أنّنا طاهِرون، فإننا نجعلُ طريقَ يسوعَ المسيحِ على الصليب باطلةً، بلا جدْوى تمامًا، زائفة وخاطئة، في الوقت ذاته.

في القسم الأخير، يوجّه الكاتبُ حديثَه إلى ”أبنائه“ المحْبوبين، الذين تسلّموا الرسالة. لقد تمّ الآن إرساءُ الأساس، ويُمكنُنا ٱستخلاصُ النتائج. لا وجودَ للخطيئة معَ مجْد الله، أو إنكار آثامنا، أو أعمالنا الشرّيرة المنفصلة. فقط بعد أن تعلّمنا فهمَ هذه الحقائق، ومعرفة قداسة الله، وآثامنا، والكفّارة عن خطايانا بدم ابن الله، يُمكنُنا الاستماعُ إلى الحضّ والموعظة: حارِبوا الخطيئة! الخطيئة أمرٌ خطير وفظيع. ومع ذلك، وفي الوقت ذاته، هنالك صَدى للتعزية أيضا: إذا أخطأ أيُّ شخص - وهي حقيقة ثابتة، كما ورد في الأصحاح الأوّل، وعلى ضَوء خِبرتنا الخاصّة - فلدينا شفيعٌ ونصير لدى الآب. يسوعُ المسيحُ هو كَفّارة لخطايانا، لا لِخطايانا وحدَها، بل لِخطايا العالَم كلِّه.

طفلُ النّور يُحِبُّ وصايا الرّبِّ 2: 3-5 أ

يُخبرُنا التعليمُ الرابعُ بنفس الشيء، الذي يقوله الربّ نفسُه ببساطة، ”فمن ثِمارهم تعرفونهم“ (متّى 7: 20). لقد كان هناك معلّمونَ زائفون، اِدّعوا أنّهم على اِطّلاع طيِّب بطريق الله. ومع ذلك، كانت حياتُهم مِثالاً إنذاريًّا تحذيريّا. إنّهم لم يكونوا منسَجِمينَ قطّ مع مجْد الله. لذلك، كان لا بدَّ من التخلّي عن هؤلاء المعلّمين، والتبرّؤ منهم، وكان من الضروريّ قطعُ أيّة صِلة معهم وهجرهم. أمّا لدى المعلّم الحقيقيّ، فإنّ وصايا الله تكون ثمينةً ورائعة. إنّ محبّة يسوعَ المسيح ليست شيئًا أثيريًّا وهميًّا، لكنّ تلك المحبّةَ تتجلّى بوضوح في كيفيّة ٱرتباطنا وتعامُلِنا بكلمته.

إنّ كلمةَ الله هنا صارمةٌ للغاية. علينا أن نفحَصَ أنفسَنا ونَحْني رؤوسَنا، أن نتذكَّر التعليمَ الآنف: أبناءُ النُّور يجِب ألّا يُنكِروا خطيّتَهُمُ الأساسيّة. وفي مُواجهة هذه الكلمات، سيكون منَ الصعب إنكارُها.

كما أنّنا نتلقّى أيضًا تعليمًا في الوقت المناسب، وبشكلٍ لافِت للنظر. هنالك الكثيرُ منّ المعلّمين المُقْنعين، الفائزين، الموهوبين. يبدو منَ الغريب، أن تكونَ حياةُ الشخص، الذي يُعلِّم كلمةَ الله، ليست مسألةً خاصّة، بل بالعكْس تمامًا، يجدُر بنا، نحن أعضاء الكنيسة أنْ نقومَ بمُراقبة حياة المعلّمين. إنّ القياسَ أوِ المِعْيار المُعطى لنا ليس مدى اتّساع اِبتساماتهم، أو مدى سَلاسة ورقّة اِنحنائهم، ولكن كيف تنعكسُ كلماتُ الله العزيزة الحميمةُ في حياة المعلّم. السؤال هو بشأن اِعتبارهم لآيات الكتاب المقدّس الملموسة. فإذا كانت حياة المعلّمين لا تتحمّل الاستقصاءَ في هذا الصدد، فإنّهم يُبطلون عِظاتِم بحياتهمِ الخاصّة، ولا ينبغي لأحدٍ أن يُصغيَ إليهم.

أبناءُ النور يَتْبعون مِثالَ الربِّ في حياتِهم 2: 5 ب - 8

يُتابعُ يوحنّا الطرْقَ بصرامةٍ، جاعِلًا اِفتراءاتِ المعلّمين الكذَبة، تتهاوى وتنهار مثلَ بيت من ورق. إنّهم يزعُمون أنّهم يعرِفون الله جيّدًا، من خلال تجربتهم ومعرفتهم. يرفُض يوحنّا هذا بطريقة جدّ مباشرة وصريحة. يتحتّم على كلّ مَن ينْتمي إلى الربّ، أن يحتفظَ بمحبّة يسوعَ المسيحِ، الذي ضحّى بنفسه، كمثال لنفسه. ونظرًا لعدم وجود أيّة علامة على ذلك، فإنّ تعاليمَهم كانت خاطئة. منَ الواضح، أنّ المعلّمين الكذَبةَ، كانوا قد قدَّموا للناس بعضَ المستجدّات الجذّابة الآسِرة. وعلى النقيض من ذلك، يُعطي يوحنّا وصيّة قديمةً وبسيطة للغاية: عش مُقتديًا بمثال يسوعَ المسيح!

وهنا، نستطيع أن نرى مرةً أُخرى، كيف أنّ الإيمان المسيحيَّ، ليس شيئًا نظريًّا وصعبًا. إنّه في غاية البساطة: نحن نحْيا في نِعْمة الله ومحبّته، نستمع إلى كلمته، ونتوب وَفقًا لذلك. إيمانُنا ليس بأكثرَ تعقيدًا من هذا. ومع ذلك، فهو يتضمّن ويقتضي دراسة وتعلّمًا مستمرًّا إلى الأبد.

أبناءُ النّور لا يكرَهُون القريبينَ منهم 2: 9-11

يُسهِبُ الكاتب في الشرح، ولا يدعْ مجالًا لسوء الفهم. السؤال المطروحُ هو، كيف نعامِلُ القريب؟ كلُّ مَن يدّعي أنّه مُلكُ الله، ولكنّه في الوقت ذاته يكرَه قريبَه، معناه أنّه كاذب. كما أنّه قد يظنُّ أنّه ابنُ النور، إلّا أنّه، في الواقع، ما زال يحْيا في الظلام. إنّ كلَّ مَن يسير في الظلام، يكون قد ضلّ طريقَه، ولم تَعُد لديه أيّةُ فكرة عن مكانه أو إلى أين يسير. لقد أعْمى الظلامُ عينيهِ، ولن يجدَ الطريق السويَّ بعدئذٍ. وتكون الأمورُ مختلفةً تمامًا بالنسبة لمن يُحبّ قريبَه، هنا يكون العملُ متناغمًا، منسجمًا مع مجْد الله. ولذلك فالشخص من هذا القَبيل، سيبقى ابنَ النور أيضا.

الكلمات قاسيةٌ وتزداد قساوةً وصرامة. ولا ينبغي أن نُخفّفَها ونفسّرَها وكأنّها غير كائنة. هذا ما يقولُه الكتاب المقدّس، نقطة وسطرٌ جديد. قد نفهَم الآن سببَ تحذيرنا بخصوص الديْنونة الأخيرة، وعلى وجه الخُصوص، وُجوب ذهابنا إلى الله لوحْدنا، بمفْردنا. إنّ ملجأنا وضمانَنا الوحيدَ، هو أنّ خطايانا قد غُفرت بدم كفّارة يسوعَ المسيح. تعلّمُنا هذه المواضعُ الشديدة في الكتاب المقدّس، أن نستخلص الاستنتاجاتِ الصحيحةَ بأنّنا لله، وإليه منتمون.

الكنيسة محميّةُ جيّدًا 2: 12-14

يعرف يوحنّا أنّه تحدّث بصرامة وبشدّة. كان في ذِهْنه، قبل كلّ شيء، المعلّمون الكذَبة الذين بَذروا بُذورًا سامّة. الآن آنَ أوانُ العزاء. لقد تمَّ شرحُ هذه الآيات بطريقة واحدة في كتابنا المقدّس، ولكن رّبما يجبُ فهمُها على هذا النحو: ”أنا أكتُب إليكم، يا أبنائي الصغار، لأنّ اللهَ غفر خطاياكم بفضْل ٱسم يسوعَ المسيح“. أمامَنا سِلسلةٌ عظيمة من التأكيدات والضمانات على نعْمة الله الموجّهة لقرّاء الرسالة. إنّنا الآن لَسنا بصَدد عِظة، بل لدينا تصريح وبيان: لقد غُفِرتِ الخطايا بدم ابن الله. وعندما نُحافِظ على هذا الإيمان، سيُهزمُ الشرُّ لا مَحالة. الهَرطقات، التعاليم الكاذبة، هي شَرَك الشيطان وفِخاخُ عدوّ الروح. حسنًا، إنّ التعليمَ الرسوليَّ السليم، يمنعُنا ويَحمينا منَ الوُقوع والسقوط فيها. إنّ مجدَ الله رائع جدّا، والليل في العالَم مظلمٌ للغاية. الخاطئ يكون آمنًا في كنيسة يسوعَ المسيح فقط، ولكنّه آمنٌ تمامًا ثمّة، في رعاية الكلمة الرسوليّة.

لا تُحِبّوا العالَم! 2: 15-17

الإيمان بيسوعَ المسيحِ هو موضوع، نستخلصُ منه النتائجَ في الحياة اليوميّة. إنّنا نواجهُ دَوْمًا خَياراتٍ حيث يتعَين علينا تحديدُ ما أهمّ شيء بالنسبة لنا. نحن، إمّا أن نُحِبّ الآبَ، أو نحبّ هذا العالَم. بعد كلّ شيء، يقول يسوعُ المسيحُ ”فحيث يكون كَنزُك، يكون قلبك أيضًا“ (متّى 6: 21 )." هل أَستسلمُ لرغْبتي الخاطئة وعُروض هذا العالَم، أم أتذكّرُ أنّني ابنُ الله؟ هذا يعْني المسيحيّة الملموسة. إنّ رسالةَ يوحنّا الأولى، تُسعفُنا في مواقف اتّخاذ القرار والاختيارات: هذا العالَم وكلُّ ما فيه، سيفْنى يومًا ما. إذا كان هذا هو كَنزُنا، فإنّنا سنهلِك مع هذا العالَم الآيل إلى الزوال والفَناء. أمّا إذا كان كَنزُنا الربَّ، فسنحْيا بنعْمته إلى أبد الآبدين.

المُسحاءُ الدجَّالون (أضْدادُ المسيح) والأيّام الأخيرة 2: 18-25

إنّ أبناءَ الله، لا يعيشون بعيدًا عن الشرّ في هذا العالَم. بالأكاذيب والعقيدة الباطلة، يبحَث الشيطان، عدوُّ الروح، عنِ الفريسة. أوّلاً يتحدّث يوحنّا عن المسيح الدجَّال بصيغة المفْرد، ثم بصيغة الجمْع. مجيء المسيح الدجّال هو علامة نهاية الزمان. خِلال زمن كتابة الرسالة، كان هنالك الكثيرون من ”مُناهِضي المسيح“، لقد كانوا مسيحيّين سابقين، لكنّهم لم يكونوا مسيحيّين حقيقيّين، وقد ثَبُت ذلك من خلال ٱرتدادهم. لقد كانوا معْروفين باسم معارِضي يسوعَ المسيح من خلال تعاليمهم. وتمَحْور جوهر تعاليمهم على أنّهم قد أنْكروا كَونَ يسوعَ المسيحِ هو مسيح الله المشار إليه في العهد القديم. هنالك المزيد من الحديث عن هذا، لاحقًا في الرسالة. كلّ مَن لا يريد أن يسمع عن يسوعَ المسيح ويعرفَه فليس له الله أيضًا؛ ومَن له يسوع المسيحُ فله الآبُ أيضا. يحافظ التعليم الرسوليّ الأصليّ على المصلّين ويحميهم، وسيرِثون الحياة الأبديّة. ومعنى ”المَسْحة“ هنا، هو الروح القُدس، الذي كان قد مُنِح لهم عند معموديّتهم المقدّسة. وهذه الهِبة، العطيّة من الله، تحْميهم من السقوط والتدهور حتّى نهاية العالم.

يحتوى هذا القسمُ، على عددٍ كبير من النقاط الشائقة للغاية، والتي يُمكنُنا معالجة تطبيقاتها طَوالَ الفترة المتبقّية من السنة. نسمَع أحيانًا شيئًا من هذا القَبيل: ”نعم حقًّا، أنا أومِن بالله، ولكن ما حاجتُنا ليسوعَ؟“ يبدو أنَّ المسيحيّةَ بدون يسوعَ المسيح، أكثرُ قبولاً وأفضل وأسهلُ من التعليم الرسوليّ؛ هذا ما يراه الإنسان العصريُّ بعامّة، الذي لا يُريد سماعَ ما يقوله الرُّسُل عن يسوعَ المسيح وتألّمِه على الصليب. بعبارة أُخرى، هذا الإنسان قد يتقبّلُ تلك المسيحيّةَ التي لا تتحدّثُ عن يسوعَ المسيحِ (عكس ما قام به الرُّسُل ووصفهم لحياة يسوع المسيح على الأرض) وتكتفي بالتكلّم عن الله. عندما لا تتِمّ مناقشةُ صليب الربّ على الإطلاق، ويدور الحديث عن شيء أكثرَ إثارة للاهتمام، فهناك، على الأقلّ، شخصٌ يودّ الاستماع إلى الكنيسة. ولكن بهذه الطريقة نفقِد ليس المسيح فحَسب، بل الآب أيضًا! الطريق الوحيد إلى الله هو من خِلال الباب، وهذا الباب هو يسوعُ المسيح. وبالتّالي، لن نأبَه ولن نستمعَ إلى أولئك الذين ”يُحدّثون، يُعَصْرِنون“ المسيحيّة، ولا بأيّ شكل من الأشكال، أولئك الذين يُنكرون بنحوٍ منهجيّ تكفيرَ يسوعَ المسيح عن خطايانا (مثلًا المورمون وشُهود يَهْوه).

هنالك الكلام الكثير حولَ الآخرة، عاقِبة الزمان. وهنا يظهَر مجيءُ المسيح الدجّال كإحدى السِّمات المميّزة. يُمكنُنا أن نرى أيضًا أنّه عندما كُتبتِ الرِّسالة، لم يكُن زمنُ النهاية قريبًا بعد، على الرغم من وجود الكثيرين منَ الدجّالين ومُناهِضي المسيح. كان هناك ظلّ طفيفٌ للمسيح الدجّال، يُلقي بظِلاله القاتمة على خِدمة المعلّمين الكَذبة. لقد خيّم هذا الظلّ المظلِمُ على عدّة حِقَبٍ في التاريخ. البِدعة أوِ العقيدة الكاذبة، والتَّضليل القويّ، والردّة، والكراهية العمياء، واضطهاد المسيحيّين، هي سمات مميّزة لأزمنة ضدّ يسوعَ المسيح. وفي عصْرنا الراهن، نشاهدُ الكثير من العلامات التي تُشير إلى الأيّام الأخيرة، نهاية الزمان. ستكون هذه العلامات المميّزةُ مرئيَّةً بالكامل قبلَ النهاية، نهاية العالَم، بوقت قصير. وفي خِضَمِّ كلّ هذا القلَق، سنتذكّر أنّ زمنَ النهاية سيجلِبُ بعدَ المعاناة والضيقة العظيمة الخلاصَ الكامل.

كيف أسْتطيعُ أنْ أثبُتَ في الإيمان حتّى النِّهاية؟ 2: 26-27

المبدأ الذي تمّ التطرّقُ إليه سابقًا، يتكرّر في هذا القسم: ”المَسْحة“ (الروح القُدس) ستُبْقي جماعةَ المصلّين، أعضاءَ الكنيسة، ملُكًا لله وتقودهم إلى كلّ الحقيقة. الروح القُدس لا يُرشد الهراطقة، المعلّمين الكَذبة، ولذلك ينشُرون مجرّد أكاذيبَ وٱفتراءات. على المستَمِعين، خلافًا لتعاليمهم، أن يُحافظوا على التعاليم التي تلقّوها من الرُّسل. هكذا يقول الكاتب، إنّ الروح القُدس سيُبقي ويثبّتُ الإيمانَ لدى المصلّين.

إنّه لأمرٌ رائع، أن نعرفَ أن ّ الاستمراريّةَ في الإيمان والثباتَ عليه، لا يعْتمدان على أدائنا، وإلا لما كانت لدينا القوّة والمقدرة للعيش. مع ذلك، عليْنا ألّا ننسى أنّ الروح القُدس، يستخدِم كلمة الله كأداة، كوسيط. لهذا السبب، يجب أن نُصغي إليه، ونقرأ الكلمةَ بجدٍّ ونتوبَ وَفقًا لذلك. تنتمي الآيتان الأخيرتان في هذا الأصحاح (2: 28-29) إلى القسم التالي، لهذا السبب سنناقشُهما في إطار الأصْحاح الثالث.